[b]إستانبول
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة إستانبول في الجزء الأوربي من تركيا، فوق مدينة «القسطنطينية» الرومانية القديمة، وهي ذات طابع جغرافي فريد، إذ يحدها من الشمال "البحر الأسود"، ومن الشرق "بحر مرمرة"، ومن الجنوب "بحر إيجة"، ومن الغرب شريط ضيق من الأرض متصل بقارة أوروبا. وترجع أهمية هذا الموقع إلى أنه يجعل إستانبول أحد أهم نقاط الاتصال بين قارة آسيا وقارة أوروبا، وأنها تُعَدّ من أحصن المواقع الاستراتيجية في العالم، كما أنها تعد مفتاح أوروبا من الشرق.
إستانبول عبر التاريخ:
دخلت مدينة "إسلام بول" التاريخ الإسلامي والعالمي لتحل محل مدينة "القسطنطينية" الرومانية القديمة منذ فتحها السلطان محمد الفاتح سنة (857هـ) فغير اسمها إلى "إسلام بول" ثم حرفت إلى إستانبول بعد ذلك، وقام السلطان محمد الفاتح بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد كبير، وقام ببناء مسجد عند ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد.
واستمرت إستانبول في دورها التاريخي كحاضرة لدولة الخلافة العثمانية إلى أن انتقلت العاصمة من إستانبول إلى "أنقرة" وسط "الأناضول" سنة (1923م)، وبرغم ذلك فما زالت تعيش المدينة ماضيها المتألق وذكريات مجدها الغابر وظلت قلب تركيا الثقافي والاقتصادي.
إستانبول.. معالم وآثار:
1- قلعة روميلي حصار: وهي القلعة التي بناها السلطان محمد الفاتح تمهيدًا لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها، وتعد قلعة روميلي حصار من أهم معالم مدينة إستانبول التاريخية، وتتميز القلعة التي تطل على مضيق "البوسفور" بأسوارها وأبراجها العالية.
2- مسجد آيا صوفيا: بعد أن تم فتح القسطنطينية سنة (857هـ)، وقام السلطان محمد الفاتح بتحويل كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد بعد أن أقام لها أربع مآذن، وظل مسجد آيا صوفيا من أبرز معالم إستانبول إلى أن جاء مصطفى كمال أتاتورك وحوّل المسجد إلى متحف!!
3- قصر "طوبقابي": بناه السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية، وكان قصر "طوبقابي" مقر حكم آل عثمان لفترة طويلة، وحوله بيوت الوزراء والأصدقاء والعسكر، وتحول قصر "طوبقابي" الآن إلى متحف يضم مجموعة من أهم الآثار الإسلامية، وبه مقتنيات من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وفي هذا المتحف يوجد «مصحف عثمان» وهو أول مصحف مدون بالخط الكوفي، وبردة النبي -
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank - التي أهداها للشاعر كعب بن زهير، ومجموعة كبيرة من اللوحات والنقوش والزخارف والسيوف واللآلئ المحلى بها الخناجر والعروش والتي تظهر جميعًا روعة الفن الإسلامي الذي يفتن السياح الذين يزورون المتحف.
4- جسر البوسفور: وهو أشهر جسر في العالم؛ فهو الوحيد الذي يربط بين قارتين، وهو رابع أطول جسر في العالم، وهو عمل هندسي كبير يرتفع فوق سطح الماء (64) مترًا ليسمح بمرور أعلى البواخر وأكبر الناقلات.
5- جامع السليمانية: يقع في منطقة السليمانية وهو من روائع فن العمارة الإسلامية، ولقد تفوق المسجد في بنائه وتصميمه على «آيا صوفيا» رائعة العمارة البيزنطية، حيث يمتاز بسعته وارتفاعه، وتفرده بالمآذن الأربع، وقد صمم المبنى المهندس المعماري الشهير سنان الذي يعتبر من عظماء مصممي العمارة الإسلامية.
6- المكتبة السليمانية: وهي واحدة من أكبر المكتبات في العالم الإسلامي، أنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني سنة (957هـ/1550م)، وصمم مبنى المكتبة المعماري الشهير سنان، ويتبع المكتبة السليمانية الرئيسية المنسوبة إلى السلطان سليمان عدد من المكتبات الخاصة التي أنشأها أفراد.
ويبلغ عدد ما تحتويه المكتبة السليمانية من كتب مخطوطة ومطبوعة (98955) كتابًا، منها (64267) مخطوطة معظمها باللغة العربية، والباقي بالفارسية والتركية. هذا مع العلم بأن نظام حصر المخطوطات وإحصائها لا يذكر النسخ المكررة للكتاب الواحد.
وقسم الفهارس في المكتبة أنشئ في نهاية سنة (1979م)، ومقره السليمانية، وهو يضم ثلاثة فروع: فرع لفهرسة المخطوطات العربية، والثاني للتركية، والثالث للفارسية.
أصفهان
الموقع الجغرافي:
تقع أصفهان في وسط هضبة إيران، وتبتعد عن العاصمة طهرانلي (700 كم) باتجاه الجنوب، وهي من كبريات مدن إيران. تمتاز بطيب الهواء، وتربتها من أصح ترب الأرض، ومناخها معتدل.وأصفهان قديمة العهد، لهج بذكرها المسافرون، وأشاد بها المعجبون؛ لصحة هوائها وخلوها من جميع الهوام. وما أبلغ كلمة الحجاج فيها لأحد ولاته: "قد وليتك بلدة حجرها الكحل، وذبابها النحل، وحشيشها الزغفران". وقال الشاعر:
لسْتُ آسى من أصفهان على شيء
سوى مائها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا ومنخرق الريح
وجوّ صاف على كل حال
ولها الزعفران والعسل الماذي
والصافنات تحت الجلال
أصفهان في التاريخ:
قديمًا كانت مدينة أصفهان بالموضع المعروف بـ "جي"، وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة.
ـ ولما سار "بختنصر" وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها، حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان؛ فبنوا لهم في طرف من مدينة "جي" محلةً ونزلوها؛ وسميت اليهودية.
ـ وقد فُتحت أصبهان زمن عمر بن الخطاب في سنة (19هـ) بعد فتح نهاوند، فتحها عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وكان على مقدمة جيشه عبد الله بن ورقاء الرياحي، وفي "فتوح البلدان" ذكر البلاذري أن فتح أصفهان ورساتيقها كان في حدود سنة (23هـ أو 24هـ).
وفي سنة (1593م) اتخذ عباس الصفوي الأول أصفهان عاصمة له بدلاً من "قزوين".
وهي من أعظم المدن التجارية والصناعية في البلاد، وأهم صناعاتها المواد الغذائية ومواد البناء والأقمشة والمنسوجات الصوفية.
أهم المعالم والآثار:
في أصبهان العديد من الأسواق والقصور التاريخية، والعديد من الآثار الإسلامية والمساجد التاريخية الأثرية، وللبعض منها مآذن تعود إلى أكثر من خمسمائة عام، وأشهرها:
ـ مئذنة سرابان: التي يعود تاريخ بنائها البديع بنقوشها وفسيفسائها وأصباغها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
ـ قصر الشاه عباس الصفوي الأول: بناه يوم اتخذ أصفهان عاصمة لملكه بدلاً من قزوين سنة (1593م).
ـ مسجد الشاه الكبير: وهو من أجمل المساجد في العالم.
ـ مسجد الإمام علي بن أبي طالب: ويعود بناؤه إلى القرن الحادي عشر للميلاد.
من أعلام أصفهان:
وقد خرج من أصفهان جماعة من أهل العلم والأدب والحديث - ما لم يخرج مثله من مدينة من المدن، منهم: أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني"، والحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران صاحب تصنيف "حلية الأولياء" المتوفى سنة (430هـ)، وأبو منصور حسين بن طاهر بن زيلة الأصفهاني، اختصر "الشفاء" لابن سينا، وشرح رسالة "حي بن يقظان"، ومات سنة (450هـ) ، والراغب الأصفهاني أبو القاسم حسين صاحب كتاب "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء البلغاء"، ومات سنة (565هـ).
الإسكندرية
الموقع الجغرافي:
يكتسب الموقع الجغرافي للإسكندرية أهمية كبرى؛ فهي أحد أهم المنافذ البحرية المطلة على البحر المتوسط، وقد أكسبها هذا الموقع مناخًا متميزًا عن باقي أقطار مصر، كما جعلها عرضة للغزوات البحرية في عصورها المختلفة، وقد وصفها ابن بطوطة بقوله: (هي الثغر المحروس، والقطر المأنوس).
من تاريخ الإسكندرية:
ـ في سنة (20 هـ/641م) افتتح عمرو بن العاص حصن "بابليون" فانفتح أمامه الطريق إلى الإسكندرية، وسار إليها في ربيع الأول سنة (20هـ)، وفتحها الله للمسلمين بعد حصار دام (14) شهراً. واهتم ولاة الإسكندرية المسلمون في العصرين الأمُوي والعباسي بتحصين ساحلها بالأربطة واعتبروها دار رباط؛ لأنها معرضة للهجوم من البحر، وكان ميناؤها أصلح مواني مصر لنزول العدو، واهتم الولاة كذلك ببناء عدد من المساجد فيها، ومنها: مسجد موسى عليه السلام، ومسجد الخضر، ومسجد سليمان أو مسجد الرحمة.
ـ واهتم المسلمون بالإسكندرية كأهم قاعدة بحرية فبنوا فيها دارًا لصناعة السفن.
ـ وفي العصر الأيوبي اهتم صلاح الدين الأيوبي اهتمامًا كبيرًا بالإسكندرية؛ فاهتم بعمارتها وتحصين أسوارها وتمكين دفاعاتها البرية والبحرية، وأنشأ صلاح الدين فيها مدرسة وبيمارستانًا (أي مستشفى) ودارًا للمغاربة.
- وشهدت الإسكندرية أزهى عصورها الإسلامية في العصر المملوكي، وقد بُنِيَ في هذا العصر أكثر من ثلاثة أرباع آثار الإسكندرية التي ما زالت قائمة إلى الآن، وخاصة ما بناه الناصر محمد بن قلاوون وخلفاؤه، وأيضًا القلعة الشهيرة التي بناها السلطان قايتباي.
الحركة العلمية في الإسكندرية:
كانت الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي من أكبر مراكز الثقافتين اليونانية والرومانية، وبرغم انصراف الناس عن دراسة الفلسفة اليونانية بعد الفتح إلا أن الإسكندرية ظلت تحتل مركزها الثقافي العالمي طوال العصور الإسلامية؛ فقد نبغ فيها العديد من العلماء الذين تعلموا في المدارس التي بنيت في تلك العصور، ففي الطب نبغ سعيد بن نوفل وسعيد بن البطريق، وقد أسهم البيمارستان الذي بناه صلاح الدين في ازدهار العلوم الطبية وغيرها من العلوم التي كانت تدرس بمدرسة صلاح الدين، وفي العصر المملوكي نبغ في الطب عبد الواحد بن اللوز المغربي. وفي الهندسة والفلسفة والعلوم العقلية نبغ الرشيد بن الزبير الأسواني وأبو المكارم بن عامر بن فتوح المهندس، وفي علم الفلك نبغ ابن الشاطر الفلكي في العصر المملوكي. وكانت الإسكندرية منذ العصر الفاطمي ملتقى علماء المغرب والأندلس والمشرق على السواء ونذكر منهم: أبا الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر الميورقي، وأبا عبد الله محمد بن مسلم بن محمد القرشي المزري الصقلي، وأبا بكر الطرطوشي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عتيق.
ـ وكانت الدراسة في العلوم الشرعية والعربية على نظام الحلقات العلمية في مساجد وجوامع الإسكندرية قديمها وحديثها.
من معالم الإسكندرية:
ـ الأبواب: ومن أهم أبوابها "باب الزهري"، و"باب الخوخة"، و"باب المندب".
- القلاع: من أهمها "قلعة قايتباي" التي أقامها الملك الأشرف قايتباي سنة (882هـ). وقلعة "السلسلة" التي بناها السلطان الناصر بن قلاوون. بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج الشهيرة التي بُنيت في العصر المملوكي، ومنها: البرج الشرقي، وبرج ضرغام، وبرج باب السندرة، وبرج باب الزهري.
ـ المساجد: من أهمها الجامع الشرقي المعروف بجامع العطارين، وقد شيد سنة (1669م).
المدارس: المدرسة الخلاصية التي بناها عابد بن خلاص.
المدرسة النابلسية: بناها الشيخ جمال الدين النابلسي.
مدرستا الفخر وابن جامعة: وقد أنشأهما عبد اللطيف التكريتي.
البصرة
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة البصرة على مسيرة (300) ميل إلى الجنوب الشرقي من بغداد.
ـ ومدينة البصرة متصلة بالخيلج الفارسي؛ حيث تقع عند دلتا نهري دجلة والفرات.
ـ وسميت البصرة بهذا الاسم؛ لأنه كان فيها حجارة رخوة، والبصرة هي الحجارة الرخوة، ويقال: إن البصرة مأخوذة من كلمة (بس راه) الفارسية، ومعناها المكان ذو الطرق الكثيرة والذي تتشعب منه أماكن مختلفة.
تاريخ البصرة:
ـ أَسَّس مدينة البصرة الصحابي والقائد المسلم عُتْبَة بن غزوان - رضي الله عنه - سنة (16هـ/637م) بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ـ وحينما مات عُتبة بن غزوان وَلَّى الخليفة عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - على البصرة، ثم عزله وولَّى مكانه أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه، وفي ولايته شبَّ حريق بالبصرة أتى على أكثر بيوتها.
ـ ولما ولي عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الخلافة في آخر سنة (23هـ) أقر أبا موسى الأشعري عليها حتى سنة (29هـ) ثم عين مكانه ابن خاله عبد الله بن عامر، وكان ميمون النقيبة كثير المناقب، وقام بفتوحات عظيمة في بلاد الفرس أزال بها دولتهم ولم تقم لهم بعدها قائمة.
ـ وفي عهد الدولة الأموية، اهتم معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بالبصرة كما اهتم بها من أتى بعده من خلفاء بني أمية، وذلك بسبب موقعها الممتاز.
ـ وقد بلغت مدينة البصرة أوج ازدهارها في العصر العباسي، حيث كانت مركزًا تجاريًا هامًا، كما ازدهرت الحياة العقلية في البصرة إلى جانب تقدمها الاقتصادي، فكانت المكتبات العامة، والمساجد أسمى ما يتوق إليه الأهالي في حياتهم.
ـ ومنذ العصر العباسي الثاني في القرن الثالث الهجري أخذ رخاء هذه المدينة يغيب، حيث تعرضت البصرة لعدة ثورات أهمها: ثورة الزنج سنة (257هـ) التي ألحقت أضرارًا بالغة بالمدينة، وهجوم القرامطة سنة (311هـ) الذين قاموا بنهب المدينة والفتك بأهلها.
ـ وفي سنة (656هـ) غزا المغول البصرة وقاموا بإحراقها، وتدمير مبانيها.
ـ وفي سنة (941هـ) انتقلت البصرة إلى أيدي الأتراك بعد أن سقطت في يد السلطان سليمان الأول.
ـ وفي سنة (1190هـ) شن الصفيون غارات على البصرة، حتى تمكنوا من الاستيلاء عليها، والتنكيل بأهلها.
ـ وفي سنة (1193هـ) ارتد الصفيون عن البصرة بعد أن تعاونت على طردهم الجيوش العثمانية مع القبائل العربية الساكنة في المنطقة، وبقيت البصرة خاضعة للخلافة العثمانية حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
ـ وفي أوائل الحرب العالمية الأولى احتل الإنجليز البصرة، كما لعبت البصرة في الحرب العالمية الثانية دورًا مهمًا؛ فقد كانت قاعدة للحلفاء يرسلون منها البترول والعتاد إلى روسيا.
ـ وقد نالت البصرة استقلالها ضمن دولة العراق في منتصف القرن العشرين الميلادي.
أهم آثار البصرة ومعالمها:
ـ مسجد أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه: الذي بني سنة (16هـ)، ويقع في البصرة القديمة التي تبعد (14كم) عن البصرة الحديثة.
ـ وجامع المقام: وهو من أكبر مساجد البصرة، ويقع في منطقة العشار، ويمتاز بنقوشه العربية الجميلة المكسوة بالفسيفساء والتي تغطي قبته ومئذنته.
ـ وسوق النحاسين: التي يوجد بالبصرة القديمة.
ـ ومن أهم أعلام البصرة: أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة (69هـ)، والحسن البصري المتوفى سنة (110هـ)، ومحمد بن سيرين المتوفى سنة (110هـ)، والخليل بن أحمد واضع علم العروض المتوفى سنة (160هـ)، والجاحظ أحد أعلام الأدب العربي المتوفى سنة (225هـ)، وأبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب الأشعري المتوفى سنة (324هـ).
الخليل
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الخليل في دولة فلسطين، وتبعد حوالي (30) كم غربًا من مدينة القدس، وحوالي (22) كم إلى الجنوب من بيت لحم.
ـ وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة بقوله: (هي مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، في بطن وادٍ، ومسجدها أنيق الصنعة، محكم العمل، بديع الحسن، سامي الارتفاع مبني بالصخر المنحوت، في أحد أركانه صخرة، طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفي داخل المسجد الغار المكرم المقدس، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب - صلوات الله على نبينا وعليهم - ويقابلها قبور أزواجهم، وكان هناك مسلك إلى الغار المبارك، وهو الآن مسدود.
تاريخ الخليل:
ـ لقد استمدت الخليل اسمها من صفة سيدنا إبراهيم (خليل الرحمن) - عليه السلام - والذي قدِم إليها في حوالي سنة (1700) قبل الميلاد.
وكانت تسمى قديمًا قرية "أربع" نسبة إلى مؤسسها أربع العربي الكنعاني.
ـ وحينما توفيت السيدة سارة زوجة إبراهيم - عليه السلام - دفنها في مغارة "المكفيلة"، ومعناها المغارة المزدوجة، كما دُفن سيدنا إبراهيم في نفس المغارة، وبعده تُوفي ابنه إسحاق ثم يعقوب وأزواجهما، ودفنوا جميعًا بجواره عليه السلام.
ـ وفي العهد الروماني أُقيمت كنيسة على مقبرة إبراهيم - عليه السلام - وعائلته إلا أن الفرس هدموها سنة (614 م) وبقيت كذلك إلى أن دخلها العرب المسلمون.
ـ وقد سقطت مدينة الخليل في أيدي الفرنجة سنة (1099 م) إبَّان الحروب الصليبية.
ـ واستطاع صلاح الدين الأيوبي استردادها من أيدي الصليبيين إثر موقعة حطين سنة (1187 م).
ـ وفي سنة (656هـ/ 1258م) أغار المغول على مدينة الخليل بعدما دمروا بغداد، غير أن انتصارات "قطز" في عين جالوت سنة (658هـ/ 1260م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك الغارات.
ـ وفي عصر الدولة المملوكية اهتم المماليك خلال فترة حكمهم التي استمرت ثلاثة قرون اهتمامًا كبيرًا بمدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي على وجه الخصوص.
ـ وقد سيطر العثمانيون على الشام ومدينة الخليل بعد معركة "مرج دابق" سنة (1517م)، واستمر حكمهم أربعة قرون، حتى جاء الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م - 1948م) ومكّن اليهود من فلسطين.
ـ وقد استولى اليهود على نصف مساحة الخليل بعد نكبة (1948م) وإعلان تقسيم فلسطين.
ـ وبعد هزيمة يونيه (1967م) استولى اليهود على مدينة الخليل وما حولها من قرى (وهي 35 قرية كبيرة، و109 قرى صغيرة).
ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة الخليل، إلى أن يأذن الله - عز وجل - بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
ـ مسجد الحرم الإبراهيمي: ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (198) قدمًا، وعرضه (112) قدمًا، أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا، والأحجار التي يتكون منها ضخمة جدًا يصل طول بعضها إلى سبعة أمتار، وارتفاعه إلى مترين.
ـ قبور بعض الأنبياء: حيث دفن إبراهيم الخليل - عليه السلام - وزوجته سارة، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب - عليهم السلام.
الرباط
مدينة عربية إسلامية، وهي عاصمة المملكة المغربية وتقع في الشمال الشرقي منها، وتعد ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد الدار البيضاء، وهي تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقرق الذي يفصل المدينة عن "سلا" المدينة القديمة إلى الجنوب الغربي منها، حتى إنهما تشكلان مدينة واحدة. وإجمالاً فإن الرباط مدينة حديثة، وإن كانت في الأصل قديمة العهد إذا اعتبرنا أن "سلا" هي أساس المدينة ومنطلق توسعها العمراني والحضاري. و"سلا" كما في السير مدينة كانت موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر، والنهر غربيها، جار من الجنوب، وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب منه إلى البحر. وفي غرب هذا النهر اختطّ عبد المؤمن بن علي الخليفة الموحدي مدينة سماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر أو تجهيز جيش.
والرباط اليوم هي العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، وهي مقر إقامة الملك، ومركز السفارات الأجنبية والنشاط الدبلوماسي، وبها الدور والقصور الملكية التي هي في غاية الفخامة والإتقان. ومن الرباط تتفرع الطرق الرئيسية المعبدة والأخرى الحديدية، باتجاه الشمال والشرق والجنوب فتصلها بمختلف المدن والأقاليم.
تشتهر الرباط بسوقها التجارية والصناعية، وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية، والتقنية. ومطارها من أحدث المطارات؛ ومن أهم معالم الرباط السياحية والأثرية اليوم الشالة، وقصة الأودية، وبرج حسّان، وأسوار يعود تاريخ إقامتها إلى القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
وفي جنوب الرباط يقوم قصر الصخيرات الشهير. ومن أشهر معالم الرباط مسجد سوسة الكبير ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 327 هـ / 851م، وبرج حسن التاريخي ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 592هـ / 1195م، ومئذنة جامع شيللا الذي بني سنة 710هـ / 1310م .
الرُّصَافة
مدينة أنشأها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو أول من ملك الأندلس من الأموية بعد زوال ملكهم في المشرق، أنشأها وسماها الرصافة تشبيها لها برصافة الشام.
ونظر فيها إلى نخلة منفردة فقال:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي
يسح ويستمري السماكين بالوبل
الرها
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الـرُّها في جنوب شرقي تركيا، بالقرب من سوريا، وعلى الطريق المؤدية إلى بغداد.
ـ وكانت تعرف قديمًا باسم "إديسا"، وكانت لها مكانة علمية لارتباطها بمدينة حرّان، وتعرف الآن باسم "شانل أورفا" بمعنى أورفا المقدسة، أو المكرمة.
ـ ويصف صاحب كتاب "الروض المعطار في أخبار الأقطار" مدينة الـرُّها بقوله: (هي مدينة رومية عليها سور حجارة، تدخل منها أنهار وتخرج عنها، وهي سهلية جبلية، كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل، مشرفة على بساط من الأرض ممتد إلى حرّان، ولها أربعة أبواب منها إلى الجنوب باب حرّان، وفي الشرق الباب الكبير، وفي الغرب باب الماء، وبساتينها في الشرق منها، ويشق بعضها نهر يسمى "السكيرات"، وتخرج من الـرُّها عين تسمى عين "مياس"، وليس في جميع بلاد الجزيرة أحسن منها متنزهات ولا أكثر منها فواكه).
تاريخ مدينة الـُّرها:
ـ لقد شهدت مدينة الـُّرها من الأمجاد والمآسي والأحداث ما لم تشهده مدينة أخرى في مثل مساحتها وعدد سكانها، إلا أن موقعها المتميز جرّ عليها كثيرًا من الوبال إلى أن أمنت واستقرت في حضن الحضارة الإسلامية.
ففي سنة (17هـ/637م) فُتحت صلحًا على يد الفاتح المسلم عياض بن غنم.
ـ وكانت الـرُّها مسرحًا للقتال في عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.
ـ وفي سنة (1098م) زحف الصليبيون على الـُّرها، وأحرقوها حتى سُويت بالأرض، وأنشئوا فيها أول إمارة صليبية في بلاد المسلمين.
ـ وفي سنة (539هـ/1144م) استردها عماد الدين زنكي من أيدي الصليبيين.
ـ ولما توفي نور الدين محمود أخذ ابن أخيه سيف الدين غازي مدينة الـرُّها سنة (569هـ/1173م).
ـ وفي سنة (1182م) استولى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أعطاها فيما بعد للملك المنصور.
ـ ولما مات الملك العادل سنة (1218م) أصبح ابنه الملك الأشرف شرف الدين حاكمًا على الـرُّها.
ـ وفي سنة (1260م) استولى المغول بقيادة هولاكو على مدينة الـرُّها.
ـ وفي النهاية دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية، وسموها "أورفا"، وذلك في عهد السلطان مراد الرابع أثناء حروبه مع الصفويين.
آثار الـُّرها ومعالمها:
ـ بحيرة الخليل - عليه السلام: وهي من أشهر معالم المدينة، وهي مستطيلة الشكل، ويقع على شاطئها الشمالي مسجد الرضوانية، وعلى شاطئها الغربي مسجد خليل الرحمن، وهي مليئة بالأسماك، وتمتد منها قنوات تمد الكثير من مساجد المدينة بالماء.
ـ مسجد الرضوانية: وهو وقف إسلامي يضم خانًا للضيافة وحمامًا تركيًا و(30) غرفة متجاورة تحيط بفناء المسجد.
ـ مسجد الخليل: وتبلغ مساحته (30 × 150) مترًا، وفي الركن الجنوبي الشرقي من المسجد توجد منارة مكتوب عليها أن تاريخ البناء يرجع إلى سنة (1211م) في عهد الملك الأشرف مظفر الدين.
ـ كهف الخليل: وهو يقع في نهاية ممر ضيق يمر بأحد البساتين، وفي نهاية الممر فناء كبير، وينتهي من الداخل ببئر ماء، ويقال: إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد في هذا الكهف.
ـ مسجد أولو الكبير: الذي تم تحويله من كنيسة إلى مسجد، وتم تجديده في عهد نور الدين زنكي بين سنتي (1170م - 1175م).
ـ مسجد بادشاه حسن: وهو من طراز المساجد ذات القباب المتساوية، وقد تُوجت واجهته الأمامية بثلاث قباب تعلو الحائط الأمامي مباشرة باتجاه مكة المكرمة.
الرياض
عاصمة المملكة العربية السعودية، وتقع في شرق الجزيرة العربية جنوب القصيم وشمال اليمامة.
الرياض في التاريخ:
الرياض مدينة ذات تاريخ قديم، ذكر أنها كانت في القديم مركز اليمامة موطن بني هوازن، وكانت تسمى حينئذ "حجر". وصارت الرياض عاصمة للدولة السعودية في سنة 1240هـ ـ 1824م، وقد أقام الملك عبد العزيز آل سعود بعد سنة 1318هـ حول الرياض سورًا من الطين به أبواب، ثم أزيل هذا السور سنة 1370هـ.
ومن منتصف القرن الرابع عشر الهجري والعمران في الرياض في ازدياد مستمر، فقد بُنِي فيها الكثير من المساجد والقصور وغيرها من العمائر الفخمة.
من آثار الرياض:
- قصر المحمك: وقد أنشئ سنة 1282هـ، وهو قلعة حصينة مبنية بالطوب اللبن والطين، ويحيط بها سور ضخم في أركانه الأربعة أبراج عالية مستديرة التخطيط.
-قصر الأمير محمد بن عبد الرحمن: بني في حوالي سنة 340هـ ويقع في حي "عتيقة" أحد ضواحي الرياض.
الزهراء
هي إحدى المدن الأندلسية، التي كان يقصدها الأمراء لطلب الراحة والتمتع بملذات الحياة بعيدًا عن أنظار رعيتهم بالعاصمة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة الزهراء على بعد خمسة أميال غربي قرطبة، وهي متقنة البناء، ومحكمة الصنعة، اتُخِذَتْ مقرًا للخلافة، ونصب تمثال الزهراء على بابها الرئيسي، وجلب لها الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من "رية"، والوردي والأخضر من "سفاقس" و"قرطاجنة". أقيم فيها قصر الخلافة، وجُعلت قراميده ذهبًا وفضة، وأقيم في وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وفتح بها ثمانية أبواب.
الوصف: بالغ مؤرخو العرب في وصف روائع تلك المدينة بقصورها، وما احتوت عليه من مظاهر الترف والثراء مما لا يمكن أن يصدقه العقل، ولا يستسيغه المنطق، غير أن ما أسفرت عنه الحفائر الأثرية أثبت بصورة قاطعة صدق هذا الوصف.
جزء من تاريخها:
ـ أسسها عبد الرحمن الناصر سنة (325هـ)، واتخذها مقرًا للخلافة. وجعل الناصر فيها دورًا لصناعة آلات الحرب والحلي وأدوات الزينة، وكانت مركزًا هامًا لصناعة العلب العاجية.
ـ واستكمل بناء الزهراء ابنه الحكم المستنصر سنة (365هـ).
ـ وعندما سقطت الخلافة الأموية في الأندلس هاجمتها حشود البربر سنة (399هـ) بقيادة سليمان المستعين، واقتحموا المدينة عنوة، وأضرموا فيها النيران فاحترقت وخربت، وأصبحت أثرًا بعد عين.
آثــار ومعـالم:
ـ في سنة (1910م) أجرى السنيور "فيلاسكث بوسكو" في خرائبها أول حفائر علمية كشفت عن كميات ضخمة من الخزف ذي البريق المعدني، وقطع كثيرة من الرخام أدت إلى الاهتداء إلى قصر الحكم المستنصر.
ـ وفي سنة (1943م) تم كشف آثار من قصور الناصر، وهي غنية بالزخارف المحفورة في الآجر والرخام، ووجد اسم عبد الرحمن الناصر منقوشًا على تيجان من الرخام.
الطائف
مدينة جبلية جميلة جدًّا، في منطقة الحجاز، جيدة المناخ، طيبة الهواء والماء، وربما جمد فيها الماء في الشتاء، لأنها تقع على جبل غزوان الذي يبلغ ارتفاعه 1630مترًا، إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وهي مصيف أهلها ومربع سكانها، ذات زروع وكرم ونخيل، وأشهر فاكهتها الرمان والعنب.
وهي مركز تجاري، ويمر بها الطريق المعبد الرئيسي المعترض الذي يبدأ بجدة باتجاه العاصمة الرياض. وفيها مطار متوسط الحجم يستقبل الطائرات الداخلية، وعدد من المعاهد العلمية، ومستشفى عسكري حديث مزود بأحدث الوسائل والتجهيزات المتطورة. وهي من أهم عقد المواصلات في المملكة العربية السعودية.
والطائف مدينة عربية قديمة، سميت بالطائف من الطواف، وهو الحائط الذي كان يحيط بها.
وكانت الطائف مركزًا لقبائل ثقيف، وبطائفها، أي حائطها تحوّطت من الغزاة، ولهذا قال أبو طالب عم النبي ـ :
مَنَعْنَا أرضنا من كل حَيٍّ
كما امتنعت بطائفها ثقيفُ
أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم
فمالت دون ذلكمُ السيوفُ
ويذكر أهل التفسير أن الطائف ورد ذكرها في القرآن بالكناية، في ومكة المقصودتان من قوله تعالى: "وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" (الزخرف: 31).
افتتحها الرسول ـ ـ سنة تسع للهجرة صلحًا، وكان نزل عليها من قبل سنة ثمان عند منصرفه من حنين فتحصنوا منه، واحتاطوا لأنفسهم، فلم يكن إليهم سبيل.
العريش
مدينة مصرية ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط في شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة لمصر أيام الفراعنة.
الفسطاط
الموقع الجغرافي
ـ موقع الفسطاط يمتاز بحصانةٍ طبيعيةٍ؛ إذْ تحميه التلال، ومن بينها هضبة المقطَّم من الشرق والشمال، ويحميه من الغرب خندقٌ مائي طبيعي، وهو نهر النيل الذي كان في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب.
سبب التسمية:
الفسطاط كلمةٌ عربيةٌ كانت تطلق على المدينة ومجتمعها، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط"؛ أي مع المدينة التي بها مجتمع الناس.
تخطيط الفسطاط:
يَذكر المقريزي أن موضع الفسطاط كان فضاءً ومزارعَ فيما بين النيل والجبل الشرقي الذي يُعرف بجبل المقطم. وبعد أن وَضَعَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أساسَ جامِعِه سنة (21هـ / 642م) وَكَّل إلى أربعة من قواده تخطيطَ الأرض حول الجامع إلى خطط، وإنزالَ كل قبيلة بخطتها، فأخذت كل قبيلة في بناء مساكنها، وكانت بسيطة في عمارتها وتخطيطها، يتكون كل منها من طابق واحد، وكانت تُبنى من اللَّبِن في أول الأمر، ثم أخذت في التقدم والرقي بالتدريج حتى استُخدم الآجُرّ وبلاط الحجر الجيري، وأصبحت بعضالدور تشتمل على أفنية بوسطها فسقياتٌ تَصل إليها المياه وتُصرف منها عن طريق مجارٍ مبلطة، وحول هذه الأفنية أَرْوِقَةٌ وقاعات وغرف بعضها لسُكنى الحريم، والبعض الآخر للاستقبال.
الفسطاط في التاريخ:
ـ بعد أن استقرت الأمور وتم فتحُ مصر، بدأ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ سنة (21هـ ـ 642م) في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر، هي الفسطاط التي تُعتبر بحق أصلَ مدينة القاهرة، واختار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ موقعَ حصن بابليون ليبني الفسطاط، وأيًا ما كانت الظروف التي حَدَتْ بعمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ إلى أن يؤسس عند حصن بابليون عاصمة مصر الإسلامية، فإن هذا الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقعًا للعاصمة المصرية حتى اليوم توفيقَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في اختياره.
ـ ولقد استمرت الفسطاط عاصمة للديار المصرية، ودارًا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتى بُنيت العسكر سنة (133هـ / 751م) فنزل فيها أمراء مصر وسكنوها في العصر العباسي، وفي عصر الطولونيين بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة (256هـ / 870م) وأقام فيها، وظلت إلى أن انتهى العصر الطولوني، فعاد أمراء مصر يسكنون العسكر، إلى أن جاء جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي وشيد القاهرة، فأصبحت العاصمةَ، وأصبحت الفسطاط مسكنَ الرعية من المسلمين المصريين وقتذاك.
من معالم الفسطاط:
ـ جامع عمرو بن العاص: وهو أهم معالم الفسطاط الباقية إلى الآن، وهو أول وأقدم المساجد الإسلامية في مصر، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - سنة (21هـ / 642م)، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء منها: "تاج الجوامع"، و"الجامع العتيق". ويصفه المؤرخ "ابن دقماق" بقوله: "إمام المساجد، ومقدم المعابد، قطب سماء الجوامع، ومطلع الأنوار اللوامع". ولهذا المسجد أهميته الفنية والمعمارية؛ ذلك لأنه جَرَى عليه كثيرٌ من التعمير والتجديد على طول التاريخ.
القاهرة
ينسب بناء القاهرة إلى جوهر الصقلي ـ قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ـ الذي فتح مصر، وأسس بها عاصمتها (القاهرة) قريبًا من مجموعة من المدن التي أسسها حكام مصر السابقون بجوار المدينة الأم: الفسطاط. وقد أسست في سنة (358هـ/ 968م). وهي قريبة من الفسطاط إذ لا تبعد عنها سوى ثلاثة أميال إلى الشمال منها، وهي الآن عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر المدن العربية والإفريقية.
وكانت هناك عدة دوافع لاختيار موقع القاهرة، منها: توسطها بين الوجهين القبلي والبحري، وقربها من العواصم التاريخية لمصر، وتيسير الاتصال بينها وبين الشام والحجاز وإفريقية ...إلخ.
ولعل الأحداث الكثيرة المؤثرة التي مرت بها القاهرة منذ بنائها وحتى اليوم تشهد بحسن هذا الاختيار، لما لعبته المدينة من دور تاريخي وحضاري بارز في العصور الإسلامية والعصر الحديث.
يقول المفكر الإسلامي واضع علم الاجتماع ابن خلدون عن القاهرة خلال القرن الثامن الهجري: "من لم ير القاهرة لا يعرف عز الإسلام؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في وجوهه، وتزهو الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من عليائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل الجنة".
ومقولة المستشرق "جاستون فييت" عن القاهرة تمثل شهادة منصفة في حقها إذ يقول: "إنها تحتل مركزًا مرموقًا في تاريخ الفن؛ وذلك بفضل الأعمال العمرانية التي ازدهرت في ربوعها ازدهارًا باهرًا، فالأبنية تقف بمثابة شهود تمنعنا من أن نقلل من شأن تاريخ القاهرة فنرتكب إثم تزييفه". ويقول: " إن آلافًا من الأبنية البيضاء المتداعية والآثار والجبانات، وعددًا لا يحصى من القباب والمآذن الدقيقة المزركشة تتجه إلى السماء مرتفعة في كل مكان". وهذا "سنيور دانجلور" يخبرنا بأن شوارع القاهرة في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية القرن التاسع الهجري كانت تزدحم بالمساجد، وتصعد في السماء في كل مكان مآذن تزينها محفورات الأرابسك؛ وقد نُحت بدقة بالغة، ثم نجده يحصي عدد المساجد في مدينة القاهرة حوالي اثني عشر ألف مسجد.
أهم المعالم والآثار:
والآثار الإسلامية بالقاهرة أكثر من أن تحصى في هذه السطور، ولكنا نشير إلى أهمها: المساجد:
ـ جامع عمرو بن العاص: أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة (21هـ).
ـ جامع أحمد بن طولون: أنشأه أحمد بن طولون في سنة (263هـ).
ـ قلعة صلاح الدين الأيوبي: بدأ البناء فيها سنة (572هـ/ 1179م).
ـ الجامع الأزهر: أول جامع شُيد بالقاهرة عند بنائها، أنشأه جوهر الصقلي بأمر المعز لدين الله العبيدي (الفاطمي) سنة (359هـ)، وانتهى منه سنة (361هـ/972 م)
ـ المدرسة والقبة الصالحية: أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (641هـ / 1243م).
ـ جامع الحاكم بأمر الله: أمر بإنشائه العزيز بالله سنة (380هـ/ 990م).
ـ المشهد الحسيني: أنشئ سنة (549هـ)؛ لدفن رأس سيدنا الحسين.
ـ جامع ابن قلاوون، وجامع السلطان برقوق، ومسجد الناصر حسن.
وإجمالاً فإن القاهرة كانت توصف من زمن بأنها (مدينة الألف مئذنة).
ومن معالم القاهرة أيضًا: القصور الملكية العائدة لأسرة محمد علي باشا الكبير، وأشهرها "قصر عابدين".
وأشهر متاحفها: المتحف المصري الفرعوني، والمتحف القبطي، والمتحف الإسلامي.
ـ بالإضافة إلى كثير من المدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، مدرسة جوهر اللالا، مدرسة قايتباي، مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، مدرسة وخانقاه الظاهر برقوق، مدرسة تغري بردي، وغيرها الكثير.
القدس
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة القدس في دولة فلسطين التي يحدها من الشمال سوريا ولبنان، ومن الجنوب "خليج العقبة"، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الغربي "سيناء"، ومن الشرق الأردن. وتبلغ مساحة القدس (19.331) كم2، وتحيط بها الأودية والمرتفعات من جميع الجهات.
تاريخ القدس:
ـ هي مدينة قديمة بناها العرب الكنعانيون - أهل فلسطين - قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة وقبل ظهور بني إسرائيل.
ـ وكانت مدينة القدس تسمى باسم مدينة "يورو شالم" ومن اسمها هذا جاءت تسميتها الغربية Jerusslem "أورشليم" في اللغات اليونانية واللاتينية وغيرها..
ـ وفي سنة (1900ق. م) دخل إبراهيم - عليه السلام - القدس ورحب به ملكها الكنعاني.
ـ وقد دخلها النبي داود - عليه السلام - حوالي سنة (1000ق. م)، وجعلها عاصمة لملكه.
ـ وفي سنة (970 ق. م) اتخذها سليمان بن داود - عليهما السلام - عاصمة لمملكته، وكان يدعو إلى التوحيد الذي هو دين كل الرسل والأنبياء.
ـ وفي سنة (585 ق. م) استولى البابليون على المدينة وأزالوا "مملكة يهوذا" من الوجود، وهدموا المسجد الأقصى الذي جدده سليمان عليه السلام.
ـ وفي سنة (539 ق. م) استولى الفرس على المدينة من البابليين وسمحوا لبني إسرائيل بالعودة إليها عودة استيطان بلا دولة ولا سيادة على المدينة.
ـ وفي سنة (312 ق. م) استولى الرومان عليها من الفرس، وأسروا اليهود، وأخذوهم إلى الإسكندرية.
ـ وفي سنة (70 م) دمَّرها الرومان بقيادة "تيطوس".
ـ وفي سنة (135 م) هدم الإمبراطور "هدريانوس" المدينة، ومحاها محوًا تامًا، وبنى مكانها مدينة جديدة سماها "إيليا كابيتولينا" - أي إيليا العظمى - وهو الاسم الذي ظل علمًا عليها حتى الفتح الإسلامي لها، كما حرم "هدريانوس" على اليهود دخول المدينة، ومن يحاول دخولها منهم يقتل.
ـ وفي سنة (365 م) تدينت الدولة الرومانية بالنصرانية، ومنذ هذه اللحظة ظلت المدينة وقفًا على النصارى الذين اضطهدوا اليهود، وجعلوا أماكن معبدهم بعد هدمه مجمعًا للقمامة والقاذورات.. حتى لقد اشترطوا على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند تسلمه المدينة ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود!.
ـ وفي سنة (16هـ / 638م) فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد أن سلمها له البطريرك "صفرونيوس".
ـ وقد شهدت القدس في العهود الإسلامية المتعاقبة تطورًا وعدلاً سادا المدينة، واطمأن أهلها من المسلمين والنصارى واليهود.
ـ وفي العهود الأموية والعباسية والفاطمية لقيت مدينة القدس عناية كبيرة، وانتشرت فيها المساجد.
ـ وفي سنة (1099م) سقطت القدس في يد الصليبيين، واستمرت أسيرة لهم إلى أن قام القائد صلاح الدين الأيوبي بتحريرها سنة (583هـ / 1187م) إثر موقعة حِطِّين.
ـ وفي العهد المملوكي تطورت القدس تطورًا بارزًا في علومها ومعالمها، وقد زارها الظاهر بيبرس سنة (661هـ / 1262م)، واهتم بزراعتها، ومساجدها وشجَّع العلم والعلماء فيها.
ـ وفي سنة (923هـ / 1517م) دخل العثمانيون القدس بعد موقعة مرج دابق في الشام، وكان للقدس موقع مميز في سياسة الدولة العثمانية.
ـ وقد تحالفت الدول الأوروبية للسماح لليهود بالهجرة إلى الأراضي المقدسة، غير أن الدولة العثمانية رفضت هجرة اليهود إلى القدس، وكان لموقف السلطان عبد الحميد الثاني شأن عظيم؛ حيث طردهم من القدس. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى سنة (1918م) خضعت القدس وبلاد فلسطين للاحتلال البريطاني، ونتيجة لهذا الاحتلال تزايدت الهجرة اليهودية إلى القدس، وإلى مدن فلسطين كافة.
ـ وفي سنة (1948م) تم إعلان دولة لليهود في فلسطين، وتم تقسيم القدس إلى قسمين عربية، ويهودية.
ـ وفي سنة (1967م) استطاع اليهود احتلال القدس العربية، وبذلك باتت المدينة الشريفة كلها خاضعة للاحتلال اليهودي، ولا يزال سكان القدس، ومناطق فلسطين كافة يناضلون من أجل تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.
أهم آثار ومعالم القدس:
المساجد: حيث يوجد بها ما يقارب (36) مسجدًا من أهمها:
ـ المسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ـ ومسجد قبة الصخرة: الذي أمر ببنائه عبد الملك بن مروان سنة (687م)، وتم تشييده سنة (691م).
ـ ومسجد الطور: الذي بناه السلطان سليم الأول سنة (1517م).
ـ: والمسجد العمري الذي أقامه الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي.
ـ سبيل قايتباي، وبرج الساعة: الذي أنشئ سنة (1909م).
ـ ويوجد بالقدس العشرات من المقابر الأثرية التي تضم رفات بعض الصحابة والتابعين والعلماء. كما يوجد بها العديد من الكنائس منها: كنيسة "القيامة"، ودير "المسكوبية"، وكنيسة "الرسل الاثني عشر"، ودير "يوحنا المعمدان"، وكنيسة القديسة "حَنَّة". وفيها أيضًا ضريح النبي داود عليه السلام.
ومن أبرز علماء مدينة القدس:
قاضي القضاة عماد الدين أبو حفص القرشي الزهري "شارح صحيح مسلم"، والفقيه ضياء الدين أبو محمد عيسى الهكاري أحد مستشاري صلاح الدين الأيوبي، والإمام العالم شمس الدين المقدسي، وزين الدين عبد القادر النواوي الشافعي.
القيروان
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة القيروان في الجمهورية العربية التونسية، وهي تبدو كالسراب وسط الصحراء بعيدًا عن الساحل، وعن طرق المواصلات.
تاريخ القيروان:
ـ تعتبر مدينة القيروان أول مدينة إسلامية في المغرب العربي؛ حيث أنشأها القائد المسلم عقبة بن نافع سنة (60هـ) في خلافة معاوية - رضي الله عنه - حينما كان يغزو إفريقية. والواقع أن القيروان عاشت قرونًا عدة متقلبة بين الأمجاد والمآسي؛ فقد شهدت أشهر قادة العرب يأتون من الشرق على رأس جحافل جيوش في طريقهم إلى المغرب والأندلس، وشهدت الأهوال من كثرة الحروب والحصار.
ـ وفي عهد دولة الأغالبة شهدت القيروان عصرها الذهبي من سنة (184هـ - 296هـ) فذاع صيتها، وكثرت مبانيها وازدهرت أسواقها، وامتد إشعاعها إلى جميع الأركان.
ـ وفي سنة (308هـ) جاء العبيديون (الفاطميون) وأسسوا مدينة على شاطئ البحر وأسموها "المهدية"، وجعلوها عاصمة لهم بدلاً من القيروان التي كانت تقاوم حكمهم.
ـ وفي سنة (439هـ) خرج المعز بن باديس الصنهاجي عن طاعة الخليفة المستنصر الفاطمي، فاتفق الخليفة مع القبائل العربية، وزودهم بالمال والذخيرة، والتحموا مع المعز بن باديس في معارك هائلة انتهت بتسليم مدينة القيروان، وعاثوا فيها فسادًا وتخريبًا فهدموا أسواقها وخربوها، وقوضوا قصورها. وانتقلت منها العاصمة نهائيًا لتستقر في مدينة تونس، العاصمة الجديدة. ولكن القيروان ظلت برغم ما أصابها تحتفظ بجلال ماضيها، وبإشعاعها الروحي والثقافي لشرق المغرب. وقد نالت مدينة القيروان استقلالها ضمن دولة تونس بعد احتلال فرنسي دام (75) عامًا.
أهم آثار القيروان ومعالمها:
ـ مسجد القيروان: الذي بناه القائد عقبة بن نافع، وهو أول جامع في شمال إفريقية، وكان بناؤه سنة (670م).
ـ والساعة الحجرية: التي بُنيت مع بناء الجامع، وتوجد على سطحها رسوم تدل على الجهات الأربع.
ـ وجامع الحجَّام: الذي دُفن فيه الصحابي أبو زمعة البلوي أحد أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ـ بئر بروطة: الذي نزل عنده عقبة بن نافع، وشرب منه.
الكوفة
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الكوفة على ضفاف نهر الفرات في بلاد العراق، ويحدها من الشمال العاصمة العراقية بغداد، ومن الجنوب الشرقي مدينة البصرة. وجاء في معجم البلدان عدة أسباب لتسمية الكوفة أشهرها: أنها سميت الكوفة لاستدارتها أخذًا من قول العرب: رأيت كُوفَانًا، وكَوْفانًا بضم الكاف وفتحها للرُمَيْلة المستديرة، وقيل سميت الكوفة؛ لاجتماع الناس بها من قولهم قد تكوف الرمل أي اجتمع.
تاريخ الكوفة:
ـ بُنيت الكوفة في المحرم سنة (17هـ) عندما انتقل إليها سعد بن أبي وقاص قادمًا من المدائن؛ وذلك لأن الصحابة استوخموا المدائن، وتغيرت ألوانهم، وضعفت أبدانهم لكثرة ذبابها وغبارها؛ فكتب سعد إلى الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في ذلك، فكتب عمر إلى سعد يأمره باختطاط مدينة جديدة للمسلمين، فوقع اختياره على موقع الكوفة اليوم وأصبحت ولاية من ولايات العراق. وانطلقت من الكوفة الجيوش الإسلامية لفتح بلاد فارس جنوب بحر "قزوين"، وإقليم "جرجان"، ومدن "خراسان". وكان هناك تنافس بين البصريين والكوفيين في الفتوحات الإسلامية إذ كانت مدينة البصرة قاعدة عسكرية تنطلق منها الجيوش مثلها مثل الكوفة.
ـ وفي سنة (75هـ) بعد أن أصبح الحجَّاج بن يوسف الثَّقفي والي العراق بنى قاعدة عسكرية ثالثة إلى جانب الكوفة والبصرة، وهي مدينة واسط. وبعد أن تمت الفتوحات الإسلامية في بلاد المشرق، واختط المسلمون لأنفسهم مدنًا جديدة بالمناطق التي فتحوها بدأت تستقر أحوال مدينة الكوفة، وبدأت تشهد حركة علمية متميزة اشتهرت بها في التاريخ وخاصة في الفقه الإسلامي، إذ عرف فقهاء الكوفة وعلى رأسهم الإمام أبو حنيفة النعمان باسم فقهاء مدرسة الرأي.
أهم آثار الكوفة ومعالمها:
لعل أشهر آثار الكوفة الباقية حتى الآن المسجد الجامع، وقد تمَّ تشييده في سنة (17هـ / 638 م).