الحروب الصلبية ومحاكم التفتيش ـ وإبادة المسلمين في الأندلس ..(تقرير موثق ونادر)
]
( محاكم التفتيش)
(محاكم التفتيش الكنسية):
1- لقد سمى المؤرخون محاكم التفتيش ب (محاكم التفتيش الأوروبية) أو (محاكم التفتيش الإسبانية) نسبة للمكان الذي جرت فيهأحداث محاكم التفتيش وهي قارة أوروبا، ولكنني أرى وبعد قراءتي لتاريخ محاكم التفتيشبأن تسمى (محاكم التفتيش الكنسية)، وذلك لأن الأوروبيين من مسلمين ويهود وحتى بعضالنصارى كانوا هم ضحايا محاكم التفتيش وأن الذين أنشأوا ومارسوا محاكم التفتيش هيالكنيسة الكاثوليكية ورهبانها وأتباعها وبأوامر من البابوات والرهبان الكاثوليك . فمن الأصح تسمية محاكم التفتيش بمحاكم التفتيش الكنسية.
حدود الأندلس:
2- الحدود الفعلية للأندلس هي شبه الجزيرة الأيبيرية بكاملها باستثناء جزءابسيطا في شمال شبه الجزيرة وليس ما يسمى الآن بإقليم الأندلس في جنوب إسبانيا فقطكما يحاول البعض أن يشيع.
الأسبان الحاليين هم بغالبيتهم أحفاد المسلمين الأندلسيين الأوائل:
3- الأسبان الحاليين هم بغالبيتهم أحفاد المسلمين الأندلسيين الأوائل الذينأجبروا بالقوة على التنصر من خلال محاكم التفتيش، وليس كما يزعمون بأن المسلمين فيالأندلس هم فقط العرب القادمين من شمال المغرب فقط خلال الفتح الإسلامي. فأهلالأندلس كلهم تحولوا للإسلام خلال الفتح الإسلامي ولم يتركوا الأندلس في حينهودخلوا في الإسلام أفواجا رغبة لا بالقوة. وعندما بدأت محاكم التفتيش بتنصيرهمبالقوة فقد تحول جلهم للنصرانية إلا من رحم ربي ممن ثبتوا على دينهم (وهم من سمونهمبالموركسيون) الذين حافظوا على دينهم بالسر فرحل الكثير منهم وبقي الكثيرون منهممتخفين بدينهم.
فالحقيقةالتاريخية بأن الأسبان الحاليين هم أحفاد المسلمين الأندلسيين الذين أجبر أجدادهمعلى التنصر والتحول عن الإسلام بالقوة خلال محاكم التفتيش.
وأذكر بهذه المناسبة قصة عجيبة رواهاالدكتور علي الكتاني رحمه الله - أن عجوزا مسيحية إسبانية تنحذر منأسرة حاكم نصراني سابق لمنطقة الأندلس و كانت هذه العجوز تملك قصرا يعود إلى ايامجدها الحاكم.
يقول الدكتورعلي الكتاني في محاضرة عن "الوجود الإسلامي بالأمريكيتين" عن هذه الحالة:
"دوق مدينةسيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينةسيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.
فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟!". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوقمدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعالأريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلاصليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قامبمجهود كبير لتحرير الأندلس.
والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!،والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرقوثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهيتقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخيةالتي يحبون إقناع الناس بها".
الموركسيون هم أندلسيون:
4- الموركسيون* هم أندلسيون وهم أبناء وأصحاب تلك الأرض الطاهرة وليسوادخلاء عليها ولم يكونوا دخلاء عليها في يوم من الأيام هجروا بالقوة خلال محاكمالتفتيش لشمال المغرب وبعضهم هرب فرارا بدينه خوفا من الردة بالقوة عن دين الله. فحقهم في العودة للأندلس حقا لا ينكره عالم ولا جاهل وليس استجداء مطالتهم بحقهم بالعودة لأرضهم وممتلكاتهم.
*(وهنا أريد أن أوضح كلمة يسمي بها الإسبان المسلمين الأندلسين. الإسبان كانوا يسمون المسلمين في الأندلس بكلمة: "مورو"، وعندما أجبروا المسلمين على التنصر سموهم مايسمى بالمسلمين المتنصرين، وهم لم يتنصروا فيالحقيقة، بل أجبروا على التنصير،سموهم بـ: "موريسكوس"، "موريسكو" هي تصغير: "مورو"، تصغير للاحتقار،ولذلك عندمانقول في هذاالكتاب: "تاريخ مسلمي الأندلس الموريسكيين"، الموريسكيون هم: المسلمون الذين كانوا مسلمينسرا ونصارى ظاهرا، أو على الأقل رسميا.) نقلا عن محاضرة للدكتور علي الكتاني – رحمهالله.
الإسبان الحاليين هم بمعظمهم أبناء مسلمين:
5- على المسلمين أن يقوموا بحملة توعوية للأندلسيين الأحياء الحاليين (الأسبان) بأن الكنبسة الكاثوليكية قد فعلتالأعاجيب من أشكال التعذيب لتنصير آباءهم وأجدادهم وبأنهم أحفاد هؤلاء الآباءوالأجداد المسلمين وبأنهم قد تنصروا خلال محاكم التفتيش بالقوة وتحت التعذيب الذيمارسته تجاههم الكنيسة الكاثوليكية في حينه... وبأن أصولهم إسلامية ..وأنهم أبناءجيل قد بنى أعظم حضارة عرفتها أوروبا حينما كانوا عرفوا الإسلام وتحولوا للإسلام .....
المسلمون البربروالعرب فتحوا الأندلس... ولكن أهل الأندلس ( أهل البلاد الأصليين) تحولوا للإسلام بعد ذلك رغبة وليس رهبة:
6- الحقيقةالتاريخية أن المسلمون قدموا من شمال إفريقيا (وهم من البربر والعرب) وفتحوا بلادالأندلس ونشروا فيها الإسلام، وقد تحول أهل تلك البلاد للإسلام وأقاموا دولةالإسلام في الأندلس، وليس فقط المسلمون الذين قدموا من شمال إفريقيا (من العربوالبربر) هم من قطن وبنى تلك الحضارة.. فما يقوم بتصويره بعض المغرضين من تشويهللتاريخ بأن الأندلسيين الذين بنوا الدولة الأندلسية المسلمة هم من العرب الغازينلإسبانيا ... فالحقيقة أن أهل تلك البلاد بعد الفتح الإسلامي تحولوا للإسلام وبنواتلك البلاد وتلك الحضارة ولم يكونوا دخلاء على تلك البلاد !! وان الذين نصروابالقوة وبقوا فيها أو رحلوا منها إلى شمال إفريقيا أو استشهدوا تحت التعذيب ودفنوافي ثراها هم من أبناء تلك البلاد الطاهرة ولم يكونوا دخلاء عليها في يوم منالأيام.
وهنا لا يسعني إلا أن أستشهد بما ذكره الدكتور علي الكتاني – رحمه الله في إحدى محاصراته حيث ذكرما يلي:
فتح الأندلس لم يكن غزوا:
تعلمنا في كتب التاريخ – أو في بعضها على الأقل – أن العرب دخلوا الأندلس سنة 711 ميلادية، وخرجوا منها سنة 1492 بعد "حرب استرداد طويلة" من طرف الإسبان. وهذا يتنافى مع الواقع تماما؛ لأن فتح الأندلس من طرف المسلمين لم يكن غزوااستعماريا لشعب أزاح شعبا آخر كما يقع الآن في فلسطين وكما وقع في القرون الماضيةمن طرف الدول الأوروبية الغازية التي احتلت شمال أمريكا مثلا، واحتلت أسترالياوأبادت شعوبها. ولكن الفتح الإسلامي للأندلس كان فتحا إسلاميا بمعنى أن: العربالأوائل أتوا بالدين الإسلامي وقدموه للشعب الأندلسي الذي قبله وتعرّب مع مرالأيام.
فالأندلسيون هم – في الحقيقة – الشعب الأصيل في الجزيرة الإيبيرية،وهو الذي اندمج مع المسلمين الآخرين الذين قدموا لها من عرب وبربر، وتبنى الحضارةالإسلامية، وأصبحت اللغة العربية لغته، وهو الذي أعلى الحضارة الإنسانية إلى المستويات التي نعرفها.
فإذن؛ لم يكن الوجود الإسلامي في شبه الجزيرةالإيبيرية غزوا، ولكن كان تحولا حضاريا لأمة قبلت الإسلام كمحرر من الاضطهاداتالقائمة من طرف القوط، والحكومات التي غزتها من الشمال في تلك الأحيان، وهذا ليسكلامي فقط؛ بل حتى الكُتاب الإسبان المعاصرون أخذوا يرون الوجود الإسلامي فيالأندلس بنظرة جديدة.
حرب استعمارية صليبية فريدة في التاريخ
وأنبه بهذه المناسبة إلى كتاب صدر حديثا باللغةالإسبانية، طبع تحت عنوان: "الثورة الإسلامية في الغرب"/ "la revolucion Islamica en Occidente" لإﮔناسيو أولاﮔوايIgnacio Olague، الذي يبين هذاالموضوع.