vبسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا
أما بعد ,
فمن المواضيع التي أصبحت منتشرة بشكل كبير ومفرط في منتدياتنا موضوع خاص بالشباب
ألا وهو العادة السيئة أو العادة السرية
موضوعي ليس التحليل أو التحريم أو الاباحة تحت أحد الشروط فهي مسألة خلافية (أرجو عدم التعليق عن هذا)
موضوعي ليس الحديث عن أضرارها
موضوعي اليوم إلى الشباب ممن ابتلوا بها
موضوعي هو الاثر النفسي الذي تتركه هذه العادة لدى ممارسها لا لشئ سوى أنه كثر الحديث عنها فأصبحت تندرج تحت أكبر الكبائر
بل أصبح من يمارسها كأنه ارتكب جريمة كبيـــــرة لدرجة أنها تخلف لديه أثر نفسي خطير جدا وهو الشعور باحتقار الذات
زيادة على ذلك فهي تسبب القلق الاخلاقي وذلك أن ممارسها يشعر بعقاب الضمير حيث يقول في نفسه أنا أمام الناس ''قديس'' وفي خلوتي إبليس
ااااااه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
----------
سبحان اللــــــــه
أقول لهذا الشاب أو الشابة ولمن ابتلي بها على حد سواء كم من ذنب ارتكبته هو أسوأ من العادة ؟
كم شخص اغتبته ؟ كم مرة عققت والديك ؟ كم مرة كذبت فيها ؟ كم مرة نمت عن صلاة الفجر ؟
أو ليست هذه كبائر , أو ليست هذه من أخطر الذنوب
هل النوم عن صلاة الفجر أخطر أم العادة ؟
هل الكذب والنميمة والغيبة .....الخ أخطر أم العادة ؟
فما بالك تأثرت بالعادة السرية تأثيرا كبيرا ولم تتأثر بعظمة ذنوبك
------
أقول لك لماذا : ببساطة لان هناك مبالغة في الحديث عنها ومبالغة في سرد أضرارها الصحيحة منها والخاطئة
------
لكن لا للتساهل في المعاصي مهما كبرت وصغرت والاولى تجنب الكبائر فبادر بإصلاح نفسك
فإن كنت تنام عن الفجر فاسعى إلى التفكير في هذه الفعلة واسعى إلى انقاذ نفسك منها
وإن كنت ممن يعشقون فاكهة الغيبة والنميمة فاسعى إلا مقاطعتها
الخ من الاصلاحات
فالشيطان يحاول أن يشغل ممارسيها بهولها حتى ينسيه ما هو أهول منها وأخطر
فأقول كفاكم من تعذيب أنفسكم
واسعوا لاصلاحها قدر ما استطعتم
واعملوا بمبدأ
لا تنظر لحجم معصيتك ولكن انظر من عصيت
وأسأل الله أن يرزق كل شاب وشابة زوجا صالحا
أرجو عدم التطرق للتحليل والتحريم , فكل ما أريده هو لفت الانظار لذنوب احتقرناها عسى أن نتفادها
وخير ما أختم به هذا الحديث الذي يلخص كل شئ :
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ".
أخرجه أحمد (5/331 ، رقم 22860) ، والطبرانى(6/165 ، رقم 5872) ، والرويانى (2/216 ، رقم 1065) ، والرامهزى فى أمثال الحديث (1/105 ، رقم 67) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الأوسط (7/219 ، رقم 7323) . قال الهيثمى (10/190) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم 2686).